0
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته :

أخي الكريم / والله إن هذه الكلمات من القلب وأرجوا أن تصل إلى قلبك

كم نحن بحاجة أيها الأحبة إلى تحقيق القاعدة الشرعية ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، بحاجة للحوار الهادئ والتعامل المهذب والاحترام المتبادل ، إلى أن تظهر محاسن هذه العقيدة لنصبح نحن المسلمين قدوات لبعضنا . ومفاتيح خير لغيرنا من أهل الملل والنحل . بحاجة إلى أن نكسب قلوب بعضنا وأن نكسب قلوب أهل الأديان الأخرى بصدق التوحيد وحسن المعاملة وجميل الأخلاق لتذوق طعم الإيمان ولتعرف حقيقة الإسلام .نريد أن نكسب القلوب ليس بالمجاملة ولا بالمداهنة ، ولا بتمييع ديننا ولا بتمزيقه ، ولا بالتنازل عن المبادئ والأهداف . وإنما بمكارم الأخلاق كما قال صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) يا أخي الكريم لقد من الله عليك بنعمة عظيمة بأن جعلك مسلماً وجعلك من أهل السنة والجماعة . لم تقع في ضلالات الشرك ، فأصبحت ترفض كل أمر طابل لأنك تملك عقيدة صافية نقيه فاحمد الله عليها .لكن ما بالك بمن نشأ وقد تلوث بشتى أنواع الشرك والبدع ألا يحتاج إلى يد حانيه تمسح عنه تلك الأدران التي علقت بقلبه ليرجع القلب صافيا كالجوهرة التي وقعت في الوحل والطين .
أخي الحبيب / هذا الكلام ليس نسجاً من الخيال بل من واقع أعيشه فلقد جربت هذه النهج فهدى الله تعالى به خلقاً كثيراً من الشيعة لما رأوا من حسن المعاملة والاحترام المتبادل وتاقت نفوسهم لتعلم المزيد من منهج أهل السنة والجماعة وعادوا إلى الطريق الطريق الصحيح ، وأصبحوا اخوة لنا في الدين وتابوا من تلك البدع والخزعبلات التي عاشوا فيها سنوات .
أخي الكريم / ما هو موقف الشيعي الذي دخل منهج أهل السنة والجماعة لتوه وهو يرى بعض إخوانه من أهل السنة يطلق عبارات غليظة على الشيعة عموما كأحفاد المجوس وأبناء الزنا ، أليس في ذلك إيذاء له ؟ أليس أولئك هم أهله وإخوانه أليس من بني جلدته ؟ . ما وقع تلك الكلمات في نفسه فضلا عن أبناء جنسه ؟؟؟؟؟ أيها المحب انظر إلى فن التعامل ومحاسن الأخلاق ماذا تفعل . هذا عكرمة بن أبي جهل ورث عداوة الإسلام عن أبيه ، وقاتل المسلمين في كل موطن ، وتصدى لهم يوم فتح مكة ثم فر إلى اليمن بعد أن أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه ، فتأتي زوجه أم حكيم بعد إسلامها لرسول الله تطلب الأمان لزوجها فيقول لها بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم : هو آمن ... هو آمن ويقول لأصحابه : يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت ، فيأتي عكرمة … يأتي عكرمة بين يدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فيقول عكرمة : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله ، وأنت أبر الناس وأصدق الناس وأوفى الناس ، أما والله يا رسول الله لا أدع نفقة كنت أنفقتها في الصد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ،ولا قاتلت قتالاً في الصد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله . لمسة حانيه من نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ، نقلت ابن فرعون هذه الأمة إلى صف أولياء الرحمن وجعلته يندم هذا الندم ويعزم هذا العزم ويتحول هذا التحول … إنها الأخلاق تصنع الأعاجيب !فما أحوجنا لتك الأخلاق أيها الأحبـة .وليتك كنت معي قبل أيام لترى بعينك مجموعة منهم وقد تركوا مذهب الرفض وملذات الدنيا رغبة فيما عند الله هذا صغير السن يذكر كيف طرده أهله ولا يباي وذلك آخر فصل من وظيفته وآخر يقول هدوده بالقتل ولسان حالهم يقول كل ذلك في ذات الله .وليتك تسمع أحدهم وهو يعتب على بعض أهل السنة ويشكو الغلظه والشدة وسوء التعامل معهم ويقول لولا أن من الله علي بإخوة صادقين أحسست من تعاملهم أنهم يتألمون لما أنا عليه ويذكرونني بين الحين والآخر ويتلطفون معي بالكلام لكنت أرتع في دركات الزيغ والضلال ." لولا خشية الضرر على هؤلاء المهتدين لأسمعتكم شيئاً من كلامهم "إخواني / كيف نتلفظ بتلك العبارات الشنيعة التي تفسد ولا تصلح ما الهدف من ذلك ؟؟؟إنه الهوى والجهل بأحكام وآداب هذا الدين . ألم يعقد العلماء أبواباً في كتب العقيدة والفقه في معاملة المسلم لغير المسلم ومعاملة المحارب للمسلمين وغير المحارب !.كيف نريد أن نفخر بالإسلام ونحن أول من جهل أحكامه وتخلى عن آدابهأخي الكريم إن من صفات الدعاية أن يكون رحيما بالناس قال تعالى (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) . ولنا في رسول الله أسوة حسنة كيف كان يتعامل مع الكفار الذين هم أعظم من الرافضة ، كيف كان يخاطبهم كيف كان يصغي إليهم إذا خاطبه أحدهم لا يقطع حديث محدثه ، مع أنهم يتكلمون بالباطل .وانظر كيف نقيم الدنيا ولا نقعدها لأن أحد الشباب لان في حواره مع الشيعة ، ما المانع ، ما دام أنه يبغض ما هم عليه من باطل ويدعوهم إلى الهدى ، وهو لا يبغضهم لشخصهم وإنما لباطلهم الذي هم فيه ، فهم أناس زلت بهم الأقدام لأسباب عدة في مقدمتها التضليل من زعمائهم ودعاتهم الذين أملوا عليهم عقائد فاسده وبرهنوا عليها بحجج وبراهين واهيه لا يعلم بطلانها إلا من وفقه الله لذلك ومن آتاه الله علما من الكتاب والسنة الصحيحة . لا سيما أن أغلب هؤلاء قد تشرب تلك الأفكار منذ نعومة أظفارة ظناً منه أنها الصواب وغيرها الباطل ، أليس من الواجب عند المناقشة اللين في الكلام ؟؟؟ أم الأولى أن يكون التخاطب ، بعبارات ( يارافضه... ا أهل الشقاق والنفاق يا احفاد المجوس .. وأبناء اليهود ) إرضا الناس جميعاً مثل ما ترضى لنفسك ....... إنما الناس جميعـاً كلهم أبناء جنسـك غير عدل أن توخى وحشة الناس بأنسك ...... فلهم نفس كنفسك ولهم حس كحسك قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن منكم منفرين أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، وقال تعالى ( ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين )) وقال عز وجل (( ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا )) . ... .
إن بعض الشباب يناقش وللأسف انتصاراً للنفس لا لأجل هداية الناس ، ولو تبين لمخالفه بطلان عقيدته لكانت تلك المعاملة السيئة في النقاش عائقاً لقبول الحق الذي معه إلا من رحم الله . وأعلم أنه ليس الهدف من النقاش هو إقامة الحجة على المخالف فقط ولو كان كذلك لأهلك الله تعالى أهل مكة من أول يوم بلغ فيها النبي صلى الله عليه وسلم رسالة ربه . ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم (( اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون )) كيف لا يعلمون وقد دعى وبين وأنذر . ولكنها أخلاق الدعاة ، وصدق الله (( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين )) .

فيا أيها الدعاه كونوا رحماء . واقتدوا برسولكم صلى الله عليه وسلم فإن من أكبر الوسائل في التأثير على القلوب والنفوس هو التميز في الأخلاق المتمثل في القدوة الصالحة بل هو أعظم وسيلة لنشر الإسلام في كل مكان . ومن تتبع سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وجد أنه كان يلازم الخلق الحسن في سائر أحواله ، وخاصة في دعوته إلى الله تعالى فأقبل الناس ودخلوا في دين الله أفواجاً بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل حسن خلقه عليه الصلاة والسلام ، فكم دخل في الإسلام بسبب خلقه العظيم ، فهذا يسلم ويقول والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلىّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلىّ ، وذاك يقول اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً ، تأثراً بعفو النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتركه على تحجيره رحمة الله التي وسعت كل شيء بل قال له لقد حجرت واسعاً ، والآخر يقول فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، والرابع يقول يا قومي اسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة ، والخامس يقول والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلىّ فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلىّ، والسادس يقول بعد عفو النبي صلى الله عليه وسلم عنه ، جئتكم من عند خير الناس ثم يدعو قومه للإسلام فأسلم منهم خلق كثير ، والأمثلة كثيرة جداً في سيرته صلى الله عليه وسلم . ولا يظن أحدكم أن الإنتقال من معتقد إلى معتقد بالأمر الهين لا والله ... لا والله.. ولا يظن أحد أن العقل المجرد يستطيع أن يدل الإنسان على طريق الإستقامة ... فلو كان الأمر كذلك لما أرسل الله تعالى الرسل ، ولأوكل الله العباد إلى عقولهم يتفكرون في ملكوت الله ، ولكن الله تعالى بعلمه علم أن العقل قاصر فأرسل الرسل وجعلهم الحجة على الخلق ولم يجعل العقل الحجة فتأمل . إن الهداية فضل من الله .. نعم فضل من الله يؤتيه من يشاء (( فمن يرد الله يهديه يشرح صدره للإسلام )) . فهو فضل من الله وحده .فكم من رجل شديد الذكاء والفراسة مات على الكفر والشرك ، وتأمل قول الله تعالى عن المؤمنين (( وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )) .

أيها الأخوة كم نخطئ عندما نحكم على الآخرين بمجرد النظر للظاهر ، فهذا عمرو بن العاص يحدث عن نفسه ويقول : لقد رأيتني وما أحد أشد بغضاً لرسول الله مني ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته ، وبعد أن أسلم وعرفه عن قرب انقلب الحال فقال وما كان أحد أحب إلي من رسول الله ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملئ عيني منه إجلال له ، ولو سالت أن أصفه ما أطقت لأني لم أملئ عيني منه .يا أهل القرآن ، ألم نقرأ في القرآن (( وقولوا لناس حسنا )) ألم نقرأ قول الحق (( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينـزغ بينهم )) في الآية الأولى قول ( حسناً ) وفي الثانية ( أحسن ) ، فأين نحن من قول الحسن فضلاً على قول أحسن الحسن .

أيه الأخ الكريم / هل تحسن فن المداراة ، وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة ، روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال : بئس أخو العشيرة ، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه ، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة : يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة متى عهدتني فاحشا ، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ) ، قال ابن حجر في الفتح ( وهذا الحديث أصل في المداراة ) ونقل قول القرطبي والفرق بين المداراة والمداهنة ، أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معاً وهي مباحة وربما استحبت . والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا .إذاً فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة ، أولاً اتقاء لفحشهم ، ثانياً لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في الدين وإنما في أمور الدنيا فقط ، وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة ، فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك ، كالتلطف والاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مداراة الناس صدقة ). وقال ابن بطال المداراة من أخلاق المؤمنين وهي خفظ الجناح للناس وترك الإغلاظ لهم في القول وذلك من أقوى أسباب الألفة . انتهى كلامه رحمه الله تذكر أن هذا الكلام قبل مناقشة المخالف صديقك من صدقك لا من صدّقك
أخوكم شـاعر العرب

إرسال تعليق

 
Top