عادل بن عبدالله السلطان
حين نذكر مشكلة ما لا يعني الانتقاص . بل لترك العيب إن كان خطأ والعمل على تصحيح المسار والرقي لزكاة النفس ، خاصة حين يكون المربي متعدي النفع ، ليس كمثل من كان قدوة على نفسه فقط ، وأهم من يكونون قدوة هم أولئك الذين نصبوا أنفسهم ونذروها لله ، جلسوا في المساجد يذكرون ويتذاكرون كلام العلام الجليل ، فهم والله القدوة الحق ممشاهم ، وهم نبراس الدجى إذا أظلمت الليالي ، وهم والله من نشكو لهم بعد أن ترك أولياء الأمور أبنائهم بدون رقابة فضلاً عن التربية أصلاً..!
وحتى نكون جادين في التصحيح فهذه إشارات على الطريق أحببت سكبها فيما أحسست فقد ينسى القدوة نفسه والمربي كذلك فيزل الدرب قليلاً فتكون النتيجة ليست كما يحب:
فقد لاحظت أن بعض المشرفين وبعض المدرسين في بعض الحلقات قد لا يلقي بالاً لما يفعله.. ولا ينتبه لما يقوم به .. ! ولا هناك من يذكره.. وينبه ..!
ثم يكون ما قام به وبالاً. ويعمل ما لا يسيغ فعله ، فيكون على مر الأيام النتائج بلا ثمرة ..
وطعم ولا رائحة ..! -والأفعال هي نتائج القدوات الضعيفة-.
ومن ذلك مثلاً :
أن البعض قد يتعامل مع الطلاب (فعلاً أو قولاً ) بلا جسور المحبة ولا علاقات المحبة الطبيعية.. ولا أقصد أن يتكبر عليهم أو يجعل نفسه عالية في برج عاجي كما يقال ويكون هو الآمر الناهي فقط ..! كلا
بل يكون كمثل الرسول صلى الله عليه وسلم في تعامله ولطفه مع حزمه عند العمل ، ودعابته الصادقة مع قوته في العمل.
ولكن فيما أقصد أن لا يكون الطلاب في منزلته ، أي لا يزيد من النكت الكثيرة والمباحات السخيفة ليقال (متواضع!) محبوب ويتكلف أحياناً النكتة ليضحك القوم ليقال (ظريف) أو يزيد منها لملاطفة الطلاب .. كما يزعم .. وبعض الأخوة قد يتنزل في معاملته لكي يكون المشرف الأول عند الطلاب إذا غاب سئلوا عنه وهذا الأمر لم يكن إلا لأنه هو المهرج فإذا حضر كانت المزحة هي الأصل عنده ..! بل البعض قد يتغابي عند الطلاب ويمثل عندهم كما يسميه البعض (استهبالاً) ويكون معروفاً بذلك.
ولذا فإن المربي إذا سقط في هذه الهفوة كان المشرف الآخر يريد أيضاً أن يحبه الجميع فيكون هو أيضاً يتنافس مع صاحبه في هذا المرح والمزاح ، حتى يسقط صاحبه لكي يكون هو الأفضل منه في هذا الباب ،
والملاطفة إذا زادت عن حدها انقلبت إلى ضدها. وقد تنحرف الحلقة عن مسارها وتكون الشللية المقيتة ثم كون الحلقة وطلابها ومشرفيها وبالاً وكل هذا الأمر من نسيان القدوة المربي الهدف الذي من أجله جاء إلى هذا المكان.
إن المسكين الذي أصبح كالمهرج مع الأيام يصبح كالرجل الضائع الذي لا عامود أصلحه و لا إناء نضح فيه الماء لأن الطلاب أصبحوا لا يقبولون نصحه وإرشاده.
وما درى هؤلاء المساكين أن كل هذه الأفعال ليست من مصلحتهم أبداً بل ربما ندموا عليها في الغد القريب بل ربما إذا أصبحوا مربين حقاً لا اسماً فقط.
والحقيقة المهمة أيضاً ان هؤلاء الطلبة بعد عدة سنوات قريبة سيكبرون ، وربما يكونون معه في ذات المكان أو قريب منه ، ويتذكرون هل كانت طريقته صحيحة أم لا ؟ وهل كانت حقاَ تصب في مصلحتهم أم لا؟ بل ربما انتقدوه وهم صغار على أفعاله..! وحق لهم.
ولذا أؤكد على الأخوة المصلحين عدة أمور :
1- التذكير بالهدف الدعوي الذي يقوم به أفرادهم وهي التي جاء بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
2- لا بد من العناية بالاختيار المناسب لفلذات الأكباد فالحلقة الهشة هي نتاج للمشرفين.
3- العناية بكتاب الله وسنة رسوله قولاً وفعلاً فهذا أهم ما تقوم عليه ركائز الدعوة.
4- التذكير بتربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وكيفية ملاطفتهم والخلق الذي كان مزاجاً لدعوته وقوله.
5- لكل جواد كبوة ولذا على المطلعون على شؤون الحلقات التأكيد على هذه النقاط والاقتراب من الوضع الحالي لكي ينصح من يراه منغمس في العمل المشين.
وأخيراً أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا ياجرير المجامع .. فمن ترك كل أعماله وانشغلاته وأموره ليتفرغ للعمل التربوي فهو بحق يستحق الاشادة بجهوده ويثنى عليه ومن ذلك النصح له.
يقول أحد الصحابة معاتباً لأخيه : ( تعال نتعاتب ) فرد عليه أخوه بكلام لطيف : (بل تعال نتغافر ). ومن محبتنا لهم نقول تعالوا نتغافر.
سائلاً الله عز وجل أن يغفر لنا الزلل والخطأ ورحم الله من وجهنا وعلمنا فكانت كلماتهم نبراساً لحياتنا وأعمالنا.
أخوكم /
عادل بن عبدالله السلطان
Asd_274@hotmail.com
إرسال تعليق