توصلت دراسة علمية أمريكية إلى أن السجائر الإلكترونية تحتوي على بعض
المواد الكيماوية السامة، كما أنها ليست بديلا آمنا عن تدخين سجائر التبغ
العادية.
ووجد العلماء من خلال تجارب أجريت على الفئران أن دخان السيجارة الإلكترونية قد يضر بالرئة ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بأمراض التنفس.
كما رصدت الدراسة وجود آثار سموم توصف كيماويا بـ”الجذور الحرة” مشابهة لتلك السموم الموجودة في تدخين السجائر العادية.
وقالت الجمعية الخيرية لمكافحة أمراض الرئة إنه يلزم إجراء المزيد من البحوث بشأن الأثار الصحية للتدخين.
ويثار جدل بشأن سلامة استخدام السجائر الإلكترونية منذ ظهورها.
وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع عموما بشأن انخفاض الضرر مقارنة بتدخين
السجائر العادية التي تحتوي على تبغ، فإن السجائر الإلكترونية مازالت تحتوي
على مادة النيكوتين.
وتشير الدراسة، التي بحثت أضرار دخان السجائر الإلكترونية على الفئران، إلى أن هذه السجائر تدمر الرئة على ما يبدو.
“آثار ضارة”
قال توماس سوسان، المشرف على الدراسة والباحث المساعد في قسم علوم الصحة
البيئية بجامعة جونز هوبكنز:”تدخين السجائر الإلكترونية وحدها ينتج آثارا
متوسطة على الرئتين، من بينها الالتهاب وتدمير البروتين.”
وأضاف :”لكن إذا حدث بعد ذلك عدوى بكتيرية أو فيروسية، فإن الآثار الضارة لتدخين السيجارة الإلكترونية يصبح أكثر وضوحا.”
وعندما قسمت الدراسة الفئران إلى مجموعتين وعرّضت مجموعة لدخان سجائر
إلكترونية لمدة أسبوعين، وجدت أن الفئران في تلك المجموعة ليست جيدة من حيث
تنظيف البكتريا من الرئة.
ونتيجة لذلك أدت عدوى فيروسية إلى فقد وزنها والذي قد يفضي في بعض الحالات إلى قتل الفئران.
وذلك بسبب أن لديها جهاز مناعي ضعيف ولا يستطيع أن يقاوم العدوى.
وقال العلماء إنه يلزم إجراء المزيد من الأبحاث على أناس يعانون من مرض
الانسداد الرئوي المزمن لمعرفة كيف يصابون من خلال تغير وسيلة التدخين من
السجائر العادية إلى السجائر الإلكترونية.
كما اكتشفت الدراسة وجود مركبات كيماوية ذات “جذور حرة” في دخان السجائر
الإلكترونية، على الرغم من رصد 1 في المئة منها في السجائر العادية.
وهذه الجذور الحرة تعد مواد سامة شديدة التفاعل يمكن أن تدمر الحمض النووي أو الجزئيات الأخرى في الخلية وقد تؤدي إلى موت الخلية.
وقال سوسان إن النتائج أدهشته بالنظر إلى أن السجائر الإلكترونية لا تنتج منتجات حارقة.
“آثار سامة منخفضة”
وانتقد توم بروين، كبير العلميين باتحاد صناعة وتجارة السجائر الإلكترونية، الطريقة التي أجري بها البحث.
وقال إن الفئران تعرضت لجرعة دخان يتحملها البشر وليس الفئران.
وأضاف أن طاقم الاستبدال في السجائر الإلكترونية لم يجر تغييره بما يكفي
خلال الدراسة، وهو ما يؤدي إلى تعرض الفئران إلى “كمية كبيرة من المنتجات
الحرارية الضارة”.
وقالت بيني وودز، المديرة التنفيذية لمؤسسة أمراض الرئة البريطانية، إن
الدراسة تعد تذكرة جديدة بعدم توافر أدلة استتنتاجية على الأثر الصحي طويل
الأجل للتدخين.
وأضافت :”ينبغي إجراء الدراسة على استخدام أناس يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن للسجائر الإلكترونية.”
وقالت :”الإقلاع عن التدخين هو أكثر السبل الفعالة لشخص يعاني من الانسداد الرئوي المزمن ويؤدي إلى تقليل آثار المرض.”
وأضافت :”ومع وفاة نحو 25 ألف شخص بمرض الانسداد الرئوي المزمن المتعلق
بالتدخين في بريطانيا سنويا، هناك حاجة عاجلة لتأكيد ما إذا كانت السجائر
الإلكترونية آمنة لاستخدام هؤلاء المرضى الراغبين في الإقلاع عن التدخين.”
وقالت :”لكننا نعرف أنه من بين شريحة كبيرة من الناس، هناك الكثير من
المدخنين الذي وجدوا في السجائر الإلكترونية وسيلة مساعدة ونافعة للإقلاع
عن التدخين.”
وأضافت :”حتى وقتنا هذا وطبقا لما أوضحته دراسات على الآثار الصحية طويلة الأجل للتدخين، لا ننصح باستخدامها من جانب غير المدخنين.”
إرسال تعليق