1- أن معرفة الولد بكون الخطأ خطأً كافٍ لعدم
وقوعه فيه, وسبب للومه وعقابه إن وقع فيه !!
أيها الأب الكريم: إن معرفة ولدك بالخطأ أمر مهم , ولكنه أحوج إلى معرفة
الطريقة الصحيحة للتخلص منه وتلافي الوقوع فيه مرة أخرى , فالكثير من الأطفال
والمراهقين لا يعرف الطريقة المناسبة ليتخلص من السلوكيات الخاطئة التي لا يزال
يواجه التعنيف والعقاب بسببها , وليس السبب الإصرار على الخطأ !
2- أن كونه والدًا - يجب البر به والإحسان إليه - كافٍ ليتفانى أولاده
في أنواع البر والتنفيذ الفوري لجميع أوامره وإشاراته !!
أيها الفاضل: ساعد أولادك على البر بك وذلل العقبات في طريق ذلك ويسّر لهم
السبيل للوصول إليك ولا تحمّلهم ما لا يطيقونه , وتغافل عن تقصيرهم في حقك
واجتنب قدر المستطاع الأوامر المباشرة والإلزامات الصارمة , وأعطهم فرصة
ومتسعًا من الوقت , وكن محبوبًا ليقبلوا على برّك بانشراح .
3- أن كونه والداً كافٍ أيضًا ليكون محبوبًا من جميع أولاده , دون أن
يقدّم أي بواعث أخرى لتقوية أواصل المحبة وتعميقها !!
أيها المحبوب: ربما تفاجأ لو علمت بتدني مستوى محبتك في قلوبهم , بل ربما كان
بعض الآباء متصدرًا لقائمة البغضاء الثقلاء في صدور أولادهم ؟!
فاجتهد أيها المحبوب في بذل وسائل المحبة من الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة
والابتسامة الصادقة .
4- أن كون قلبه مليئًا بالمحبة لأولاده – فطرةً - يكفي ليشعروا بما
يمتلئ به دون حاجة إلى إظهار ذلك في عباراته ونظراته ودعواته لهم وثنائه عليهم
وتعبيره بوضوح عن محبته لهم وشوقه إليهم وإعجابه بهم وفرحه بلقائهم وأنسه
بمجالستهم , ويكفي ليتعرفوا عمق محبتي لهم ما يرونه من كدحي لأجلهم وتوفير
احتياجاتهم .. الخ
أيها المحب: قد يظن الكثير من الأولاد أن والديهم يبغضونهم ؟! لما يرونه من
جفوة وشدة وقسوة في المعاملة - باعثها الخوف على الأولاد - , والكثير منهم لا
يرى ما يقدمه لهم الآباء مطلقًا بل لا يرون إلا ما يحرمونهم منه .. والسبب - في
نظرهم - بغض الأباء لهم ؟!
لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعبر عن محبته لمن هم حوله صراحة كزوجته
وأولاده (الحسن والحسين) والأنصار وكثير من أصحابه بأعيانهم
وقد قيل : والود يسكن في الحشا لكن يُحسّ من اليد !!
وقال آخر: والنفس تعرف من عيني محدثها ... إن كان من حزبها أو من أعاديها
5- أن كل ما يعرفه ينبغي أن يكون ضمن الدائرة المعرفية لأولاده تلقائيًا
, وكم يتملكه الضجر حين يبدي بعض أولاده جهله بما يقول ؟!
أيها المعلم الذكي: ربما خجل أولادنا فصمتوا .. ونحن نظنهم قد فهموا !! فاقترب
منهم وعلّمهم حتى (البديهيات) في حسابك فربما كانت (معلومات جديدة) لدى أكثرهم
, ولأن تعلّمهم ما يعلمون خير من أن تتركهم في عماية الجهل ظنًا منك أنهم
عالمون !!
قال - صلى الله عليه وسلم - : إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً ولكن بعثني
معلماً ميسرًا .
6- أن ولدي يجب أن يكون نسخة مني , أو أن يكون كما رسمت له وأردت أن
يكون !! أو أن ينفذ كل اقتراحاتي وتوجيهاتي , فهو ولدي الصغير – حتى وإن شابت
لحيته - !!
أيها اللبيب: لا تحطّم ولدك بيدك , واصنع منه رجلًا – ولو كان طفلًا صغيرًا -
واحرص على كلمات التشجيع ورفع المعنويات , وشاوره في أموره واجعل له الخيار
وانزل عند رغبته فيما لا يضره , وأوكل إليه العديد من المهمات , واطلب منه
التفكير في ما يهمه وعلّمه كيف يصنع قراراته .
7- أن ولده مِلْكٌ له !! فالمجال أمامه مفتوح ليقول ما يشاء من عبارات
جارحة وإهانات مدمرة وهمزٍ ولمزٍ ونبزٍ بالألقاب , ويطلق ليده العنان في جسد
ولده ضرباً ودفعاً .. وليسخّره لخدمته ليل نهار .. كل ذلك لسبب واحد : أنه
والده ؟! وكل أخطائه في حق ولده مغتفرة لأن الباعث لها مصلحته ؟!
أيها المربي الناجح: تذكر : وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع
الحسام المهند
إن الكلمات الجارحة والمواقف السيئة والتصرفات العبثية – الصادرة من الوالدين
أو الأقربين – لها آثار مدمرة في حياة الولد , وقلّما يمحوها طول السنين !!
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.