0
~الحديث ~

عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم
(ما من عبد يصوم يوما فى سبيل الله الا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا)
متفق عليه



~
أحاديث مشابهة ~


" من صام يوما في سبيل الله ، باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفا "
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6329
خلاصة حكم المحدث: صحيح

" من صام يوما في سبيل الله ، عز وجل باعد الله وجهه من جهنم ، سبعين عاما "
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2246
خلاصة حكم المحدث: صحيح

" من صام يوما في سبيل الله عز وجل ، زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم ، سبعين خريفا "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2243
خلاصة حكم المحدث: صحيح

" من صام يوما في سبيل الله عز وجل ، باعده الله عن النار ، سبعين خريفا "
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2248
خلاصة حكم المحدث: صحيح


~ شرح الحديث ~

عن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: « ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفًا »1
 متفق عليه، واللفظ لمسلم.

وجاء له شاهد …. وهذا متفق عليه واللفظ لمسلم، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند النسائي، وفي لفظ عن عقبة بن عامر عند النسائي وغيره أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: « إلا باعد الله عن وجهه النار مائة عام »2 .
وفي هذا أنه قال: "سبعون خريفًا" والخريف: العام؛ لأنه أطلق الخريف مثلما يطلق الصيف والشتاء.
فالخريف مرة في السنة، فإذا قيل: خريف: يعني أنه عام، والخريف ذكر بعضهم أنه ذكرها؛ لأنه يكون فيه اختراف الثمار؛ لأن خريف (فعيل) بمعنى (مفعول) خريف بمعنى مخترَف، فهو تخترف فيه الثمار وتقطف فيه الثمار، فذُكر هذا المعنى -والله اعلم- من جهة أنه إذا صام هذا اليوم في سبيل الله وفي شدة الحر.
وفي الغالب أن القتال في سبيل الله يكون مع السفر فيُجزى بأن يكون جزاؤه الجنة وثمار الجنة، وفيه أن من صام يوما في سبيل الله … واختلف في قوله في سبيل الله: هل المراد في طاعة الله، أو في سبيل الله: في الجهاد في سبيل الله؟.
قيل: في سبيل الله: يعني في طاعة الله، فعلى هذا يشمل كل من صام، سواء أكان في القتال في سبيل الله أو غير ذلك، وقيل: إن في سبيل الله على بابه، وهذا هو القاعدة: أنه إذا جاء في سبيل الله في النصوص فإنه يقال: المراد القتال في سبيل الله، إلا إذا جاء ما يبينه ويوضحه.
فقوله: "في سبيل الله" يعني في القتال، وهذا الخبر لو ذكره المصنف -رحمه الله- عند الصوم في السفر ربما كان متوجهًا وكان أحسن، من جهة أن القتال في سبيل الله غالبًا يكون عن سفر وعن خروج، وإن كان يكون في البلد.
ومن جهة أيضًا أن الصوم أثناء القتال -لا شك- أنه عن شدة، وهذا يبين أن من جمع… وقد يقال: إن الصوم في القتال ربما حصل شدة، مع أنه ربما كان الفطر في السفر أفضل، هذا -والله أعلم- كأنه من جهة أن القتال في سبيل الله من أفضل العبادات، والصوم أيضًا عبادة فيها كف النفس عن شهواتها؛ فلهذا شرع له أن يجمع بين العبادتين: عبادة الصوم وعبادة القتال في سبيل الله، إذا كان لا يشق عليه.
فمن جمع بين هذه العبادات: القتال في سبيل الله، وإقامة ذكر الله …؛ ولهذا قال: أفضل عبادي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه، يعني الذي يقاتل في سبيل الله وهو يذكر الله، يبين أنه كون أن يُقرَن مع الجهاد في سبيل الله عبادة أخرى، يبين أن لها فضلها وشرفها، من جهة أنه جاء في النصوص ما يدل على أن العبد وإن كان في حال القتال وفي حال المسايفة والضرب في أعداء الله ينبغي أن يكون مستحضرًا لهذا الأعمال ولهذه العبادات.
لأنه ذكر القتال في سبيل الله … ذكْر الله مع القتال في سبيل الله وذكَر هذا الصوم مع القتال في سبيل الله، وهو من باب الجمع بين العبادات إذا كان لا يحسن فيه التفريق فيما هو الأساس والمهم.
أما إذا ترتب عليه تفريق أو ضعف فالسنّة هي الفطر؛ ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: « إنكم مصبحوا العدو، وإن الفطر أقوى لكم »3 فصام قوم، ثم عزم عليهم -عليه الصلاة والسلام - وأخبرهم أن الفطر أولى وأتم.
ولهذا جنح جمع من أهل العلم أنهم لو قاتلوا العدو في البلد وكأنوا يضعفون على القتال وهم صائمون في شهر رمضان فالسنة لهم الفطر، حتى يتقووا ولو كانوا مقيمين؛ لأن هذا فيه من المصالح العظيمة في الدفاع عن دين الله، ونصرة دين الله وهو معلوم وظاهر.
وهذا فيما إذا كان لا يترتب عليه شيء من ذلك، بل جمع بين العبادات، فيحصل له هذا الفضل المذكورفي الخبر -عليه الصلاة والسلام.

1 : البخاري : الجهاد والسير (2840) , ومسلم : الصيام (1153) , والترمذي : فضائل الجهاد (1623) , والنسائي : الصيام (2248) , وابن ماجه : الصيام (1717) , وأحمد (3/26) , والدارمي : الجهاد (2399).
2 :
3 : مسلم : الصيام (1120) , وأبو داود : الصوم (2406).

شرح بلوغ المرام (الجزء الثالث) - حديث: ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفا

إرسال تعليق

 
Top